جاء في المخطوط :
لشيخنا أخلد بهاء فضله على العالمين يرثي والده المغفور له تغمّده الله سبحانه بالرّحمة والرّضوان .
قف بالطلول وسلها أين سلماهـــــا ورو من جرع الأجفان جرعاهـــــا
وردّد الطرف في أطراف ساحتهـا وأرّج الروح من تهذيب أرجاهـــــا
وإن يفُتك مـن الأطلال مخبرهـــــا فــــلا يفوتنك مرآهــــا ورياهــــــا
ربوع فضل يضاهي التبر تربتهــا ودار أنس يحاكي الدر حصبــاهـــا
غدا على جيرة حَلَّوا بساحتهــــــــا صرف الزمان فأبلاهم وأبلاهـــــــا
بدور تمّ غمام الموت جللهـــــــــــا شموس فضلٍ سحاب الترب غشاها
فالمجد يبكي عليها جازعا أسِفـــــا والدين يندبها والفضــــل ينعاهــــــا
يا حبذا زمناً فـي ظلهم سلفـــــــت ما كان أقصرها عمراً وأحلاهـــــــا
أوقات أنس قضيناها فما ذكــــرت إلا وقطع قلب الصب ذكراهـــــــــا
يا جيرة هجروا واستوطنوا هجــرا واهاً لقلبي المعنــّـى بعدكم واهــــا
رعيا لليلات وصل بالحمى سلفـت سقيــــا لأيامنــــا بالخيف سقناهـــا
لفقدكم شق جيب المجد وانصدعت أركانه وبكم مــــــا كان أقواهـــــــا
وخرّ من شامخات العلم أرفعهــــا وهدّ من ناذخات الحلم أرساهـــــــا
يا ثاويا بالمصلّى من قرى هجـــر أكسيت من حلل الرضوان أرضاها
أقمت يا بحر بالبحرين فاجتمعـت ثلاثة كـــــــــنّ أمثالاً وأشبـــــاهـــا
ثلاثة أنت أنداها وأغزرهـــــــــــا جوداً وأعذبها طعمــــاً وأحلاهـــــا
حويت من درر العلياء ما حويــــا لكـن درّك أعلاهـــــــا وأغلاهــــا
يا أعظماً أوطئت هام السهى شرفا سقاك من ديم الوسمي أسماهـــــــــا
ويا ضريحا علا فوق السماك علاً عليك مــن صلـــــوات الله أزكاهـــا
فيك انطوى من شموس الفضل أضواها ومــــن معالـــم ديـــن الله أسناهـــــا
ومن شوامخ أطواد الفتوة أرســــــــــــا هـــا وأرفعهـــــا قـــــــدراً وأبهاهـــا
فاسحب على الفلك الأعلى ذيول عــــلاً فقــــد حويت من العليـــاء أعلاهــــا
عليك منــــــا ســـلام الله ما صــــدحت على غصون أراك الدّوح ورقاهــــا
تمت
القصيدة في المخطوط