بسم الله الرحمن الرحيم
أبو الرضا احمد بن طارق بن سنان الكركي العاملي
ولد سنة 529 أو 527 و مات في 16 ذي الحجة سنة 592
الكركي , الكرك , بفتح الكاف وسكون الراء , وآخره كاف في معجم البلدان : قرية في أصل جبل لبنان .
قرأت بخط الحافظ أبي بكر محمد بن عبد الغني بن نقطة : أما الكركي بفتح الكاف وسكون الراء فهو :
أحمد بن طارق بن سنان أبو الرضا الكركي , قال لي أبو طاهر إسماعيل بن الأنماطي الحافظ بدمشق :
هو منسوب إلى قرية في أصل جبل لبنان , يقال لها : الكرك بسكون الراء . وليس هو من القلعة التي يقال
لها : الكرك بفتح الراء . انتهى .
وظاهره أنها غير القرية المسماة كرك نوح , حيث ذكرها أيضاً , وذكر كرك البلقاء, وقال : إنهما بفتح
الكاف والراء , لكن لا يخفى أنه لا يوجد في أصل جبل لبنان قرية غير كرك نوح تسمى الكرك لا بسكون
الراء ولا بفتحها .
قال ياقوت : كان أبو الرضا تاجراً مثرياً بخيلاً ضيق العيش , ليس له غلام ولا جارية ولا من ينفق عليه
فلسا ، وكان مقتراً على نفسه . سمع أبا منصور ابن الجواليقي , ومحمد بن ناصر السلامي , ومحمد بن
عمر الأرموي , ومحمد بن عبيد الله الزاغوني . وسمع في أسفاره في عدة بلاد , وكان أكثر سفره إلى مصر,
وكان ثقة في الحديث متقناً لما يكتبه , إلا أنه كان خبيث الاعتقاد رافضياً ، ولما مات بقي في بيته أياما لا يعلم
بموته أحد , حتى أكلت الفأر أذنيه وأنفه على ما قيل ... انتهى .
وفي شذرات الذهب في حوادث سنة 592 فيها توفي أبو الرضا احمد بن طارق الكركي ثم البغدادي التاجر
المحدث . سمع من ابن ناصر وأبي الفضل الأرموي وطبقتهما فأكثر , ورحل إلى دمشق ومصر وهو من كرك
نوح , وكان شيعياً جلداً قاله في العبر ... انتهى .
وقد فهم من هذا زيادة على ما مر أنه من كرك نوح , وأنه انتقل إلى بغداد , والظاهر أن وفاته كانت بها . وفي
كونه تاجراً محدثاً تعليم لأهل العلم , أن العلم لا ينافي الكسب الذي يصون عن سؤال الناس .
وفي لسان الميزان : احمد بن طارق الكركي المحدث روى عن أبي الطلالمة وطبقته .
قال الحافظ ضياء الدين : شيعيٌ غال .
قلت : مات قبل الستمائة أجاز لشيخنا احمد بن أبي الخير ... انتهى .
قال ابن النجار : كان حريصا على الطلب وتحصيل الأصول , وسافر في التجارة إلى مصر والشام وأقام في
الغربة زماناً , وسمع وحصّل وحدّث وأملى ولم يزل يطلب ويسمع إلى حين وفاته . وكان صدوقاً ثبتاً أميناً ,
إلا انه كان غالياً في التشيّع شحيحاً مقنطاً على نفسه ساقط المروءة , وقد سمعت منه كثيراً , وكان قليل المعرفة
بعيداً من الفهم ولكنه صحيح السّمع , حسن النقل مليح الخط .
وقال ابن الأخضر : كان ثقة صدوقاً وكان يشتري الأصول , ويسمعها من المشايخ ويخفيها .
وقال ياقوت : كان ثقة في الحديث , تاجراً كثير المال مقتراً على نفسه حتى انه لما مات بقي في بيته أياماً لا يعلم
أحد بموته , حتى أكلت الفأر انفه وأذنيه , وكان رافضياً كذا قال ، وياقوت متهم بالنصب فالشيعي عنده رافضي ... انتهى . لسان الميزان .
السيد محسن الأمين , أعيان الشّيعة , 2/618 .