• الموقع : مركز الفقيه العاملي لإحياء التراث .
        • القسم الرئيسي : الديوان .
              • القسم الفرعي : قصائد متفرقة .
                    • الموضوع : قصيدة طريفة .

قصيدة طريفة

                                      بسم الله الرحمن الرحيم
كتب علي مروّة في كتابه الطريف (طرائف عاملية) موضوعاً تحت عنوان :
                                          فطاحل النبطية
كان العلامة الشيخ قاسم محيي الدين النجفي قد زار أقاربه في جباع صيف عام1352هجرية,
ثم تجول في قرى جبل عامل وحيثما حل كانت تعمّر مجالس الأدب .
ولما عاد إلى النجف نظم هذه القصيدة وقد داعب فيها الأدباء العامليين وذكر تعابيرهم العاملية
 

وما فيها من ألفاظ غير مألوفة في العراق وذكر بعض القرى العاملية التي زارها وهذا بعضها :

 
 
قد عرفنـــا المهـــابة العلويـــــــــة
بطل الحرب في مواقـف صفيــــن
عجز الفكـر عــن حقيقــــــــة ذاك
هو نبـراس أحمـــد في جـــــــلال
وكان الشهاب يشرع رمحـــــــــــاً
أو كأني بأرض لبنــان مهزومـــــاً
وهي تكتض في براغيث جــــاش
ضقت ذرعاً حتـى انتهيـت لحـــــا
 
فتولّت حاروف جسمي فأضنتــــه
فخراطيمه سهـــــام وقد ســـــددت
لا رشا لي كيمـــا ما أمر
بجبشيث
كيف أرمي في البئر نفســي فأغدو
لم أجد من يجيرني غير قــــــــوم
أنا إن عنّ لي تذكر
مبســــــــــوط
أو تصورت يا لطيـــف تعجبــــت
أو تعطرت في أبي الحسن الزاكي
قد حباني الزيتــــــــــون وهو أدام
فتذوقته فكــــدت مــن الصــــــاب
سيد جــاءنـــــا
ببــــدي وهيكــــي
وكمــــان وطرطـــتش لأواعيــــك
رب رحماك مــن تراكيـــب عرب
فهجـو منـه كــــل حـــرف هجـــاء
قلبوا السنخ من حروف الهجــــــاء
لست أنســـــــى أبــــا سليمـــان إذ
ثم نـــــاداه باحتــــــــدام (
أوامــــاً)
فحسبت السماء ترســــل صـــوت
 
 
 
 
 
مذ سبرنا المواقـف الأحمدية
مبيـــــد الأقــوام بالمشرفيـــة
الحد فيه وجوهر الماهيــــــة
ما أحيلى جلالـــه والهويــــة
من شعاع أو صعـــدة فضيـة
غزتني قوارص
الغـــــازيــة
بحدود الوشـائج اللهذميـــــــة
روف مروعاً وواجم النفسيـة

بعقص يصول في مقضــبيـه
نحوي فصرت منــــها رميـة
فأدلي الذنوب في الزينيــــــة
واطئ الرأي صحتي سلبيـــة
أنجبتهم فطـــاحـــتل
النبطيـة
بسطت الثناء في العامليــــــة
لهجـــر القواعــــد النحويــــة
زكت لي اللحوم في الأكل
نية
ظنه كالحــــــلاوة السكريــــة
أقيء الأحشاء في الصينيــــة
فسمعنا رطانــــــة أعجميــــة
يعدونهــــــا مــــن العربيــــة
بالغوا في فجاجــــة هنديـــــة
ونظوا لفظه عــن السنخيــــة
فالقاف همز وطاؤهم تائيـــــة
يقود الأعشى إلى
الحنفيــــــة
لا تطرطش منك الأواعي النقية
الرعد فوقي بلهجـة وحشيــــة
 

 فأجابه الشيخ محمد رضا الزين بقصيدة ذكر فيها التعابير العراقية نأخذ منها :

 

     جئت يــا قاسم بغـــــرِّ معــــــانٍ                 أفرغت بالقوالب العسجديـــــة
     وتلطفــــت فــــي نظامـك لكــن                   لم تصنه عن خطــة العنجهيـة
     قد عرفناك منصفاً فلمــــــــــاذا                   لم تراع ما تقتضيه السجيـــــة
    عبت هيكي ومثل هيكي كمانــــاً                   مثل بدِّي ألفاظنـــــا العامليــــة
   عبت طرطش وانت هتشي ودبشي                  مثل طرطش سماجة لغويــــة
    كل قـُطـــر تــراه يخلــــق لفظـاً                   قد تعدى المناهـــج العربيـــــة
    كيف تنسى منشاسة فـــوق قـاب                   فوق رازونة بصـــدر
البنيـــة
    إن ألفاظكـــم كعتـــوي وشنهـــو                   مثل اشلون كيفكــــــم همجيـة
    لغة تنفـــــــر المسامـــــع منهــا                   وكذاك الطبائــــــع البشريــــة
    عبت زيتوننــــا وأكـــــل طعــام                   هو أشهى اللحوم كبة نيـــــــة
    إن من يجعل الجــــــراد طعامـاً                   كيف يقلي اللحوم وهي شهيــة
    أنسيت الكروش وهــــي وعــاء                   ملؤه الفرث أكلـــــة وحشيـــة
    لست ادري ولا المنجم يـــــدري                   شنهي هذي المآكـــــل البدويـة
    قد دعونـــاك مــــــــرةً لغــــذاء                   في مكــــان رحابــــه عاديـــة
    يجمع الماء والصفاء وهــــــواء                   طاب مثل الخلائـــق النجفيــــة
    إن تكن مفلساً فزرني تجدنــــي                    مثل سيل الغمام فكفي نديــــــة
    وتفضَّل إلى السمــــاط بشكـــل                    مثل وصـفي هـــذه الكيفيــــــة
    إرفع الكم للسواعـــــد وانـــزع                    عُمَّة الرأس والبس الطاقيـــــة
    دلّع الصدر للهـــــــواء وكنفش                    وتنحنح وارم العبا في الزويــة
    واترك الأكل بالمعالق وانســف                    بلطاف اليدين عشـراً سويـــــة
    واضرب الكف بالمشاقيب وانشد                   شنهو هذا وشنهو هذي القضية
    إن رزّاً مطبقـــــا بزرشــــــــك                    ودجــــــــاج لأكلـة عجميـــــة
    فاملأ القاب بالجــــــراد وكلـــه                    وكل الكرش واترك الكبة نيـــة
    واشرب الماء بالمناشيس واحذر                   لا تطرطش زيناتــك القطنيــــة
    إن تزرني أطعمك كــــل لذيــــذ                    مـــن قواز وكبــــة محشيــــــة

    ويخــــانٍ وبصمــــة بلبـــــــــاء                   ولذيــــــــذ صفيحــــة مقليـــــة
    أنحر البدن أذبح الكبش آتــــــي                    من خوابي زيتوننــــا بشويــــة
    مرمر الحلق فالمرارة منـــــــه                    بعــــد زاد حـــــلاوة ذاتيــــــــة
    إن ترد قيمراً فعنــــدي هـــوش                    مثل هوش المعـــدان كرّاديــــة
    أنت مُـــلا وأنت شيــــخ كبيـــر                    من شيوخ المشخــــاب والهندية
    كل هنيئاً بسرعة ثـــــــــم غسِّل                    بعد أكل الطعـــــام كالعـــــربية
    إضرب الكف بالتراب وفــرفك                    ثم مسِّح يديــــــــك بالخاشيــــة
    واشرب الشاي بالكلاص ودعني                   بالفناجين أحتســــي العدنيـــــة
    قلت شعراً وقلت شعراً فميِّـــــز                   أي شعر أحــق بالأولويــــــة(1)


 (1) : علي مروة - موسوعة الأدب الضاحك (طرائف العامليين) ص23 .

 

 


 

 



  • المصدر : http://www.alameleya.org/subject.php?id=52
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2007 / 12 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19