|
في ترجمته للشيخ حسن ابن الشهيد الثاني (المتوفى سنة 1011هجرية) ذكر العلامة السيد محسن الأمين العاملي قدس سره هذه القصيدة للمترجم له فقال :
وله من قصيدة أوردها صاحب السلافة أيضا و كأنه قالها في العراق أيضا يتشوق إلى أوطانه في جبل عامل و حق له ذلك إذا قايس بين جبع و نسيمها العليل و رياضها الناضرة و بين النجف و رياح سمومها و رمالها المحرقة:
|
طول اغترابي بفرط الشوق اضناني
يا بارقاً من نواحي الحي عارضنـي
فما رأيتك في الآفاق معترضـــــــــا
كم ليلة من ليالي البين بت بهــــــــــا
ويا نسيما سرى من حيهم سحـــــرا
أحييت ميتا بأرض الشام مهجتـــــه
يا لائمي كم بهذا اللوم تزعجنــــــي
لا يسكن الوجد ما دام الشـــتات ولا
في ربع انسي الذي حل الشباب بـه
كم قد عهدت بهاتيك المعاهد مـــــن
وكم تقضّت لنا بالحي أزمنــــــــــة
يا جيرة الحي قلبي بعد بعدكــــــــم
باق على العهد راع للذمام فمـــــــا
وإن بكت مقلتي بعد الفراق دمـــــا
|
|
والبين في غمرات الوجد ألقانــــــــي
إليك عني فقد هيجت أشجانـــــــــــي
إلا وذكرتني أهلي وأوطانـــــــــــــي
أرعى النجوم بطرفي و هي ترعاني
في طيه نشر ذاك الرند والبـــــــــان
وفي العراق له تخييل جثمــــــــــــان
دعني فلومك قد والله أغرانـــــــــــي
تصفو المشارب لي إلا بلبنــــــــــان
تمائمي وبه صحبي وخلانـــــــــــي
إخوان صدق لعمري أي إخـــــــوان
على المسرة في كرم وبستــــــــــان
في حيرة بين أوصاب وأشجــــــان
يسوم عهدكم يوما بنسيـــــــــــــــان
فمن تذكركم يـــــــا خير جيــــــران(1)
|
(1) : السيد محسن الأمين العاملي , أعيان الشيعة ج5 ص 98-99 .
|
