• الموقع : مركز الفقيه العاملي لإحياء التراث .
        • القسم الرئيسي : الديوان .
              • القسم الفرعي : قصائد متفرقة .
                    • الموضوع : بين النابلسي والصوري .

بين النابلسي والصوري

بين  النابلسي والصوري

 

ذكر العلامة السيد محسن الأمين العاملي في كتابه أعيان الشيعة في ترجمته للشيخ إبراهيم الحر العاملي الصوري قصيدة للأخير يرد فيها على الشيخ عبد الغني النابلسي .

وإليك النص كاملاً :

قال لنا بعض الفضلاء انه ليس من آل الحر أسرة صاحب الوسائل فأولئك مسكنهم مشغرى وجبع وهذا من أهل صور" انتهى".

والصوري نسبة إلى صور المدينة المشهورة على ساحل بحر الشام ولها ذكر في التاريخ وفي الحروب الصليبية وكانت عظيمة العمران إلى ما بعد الفتوحات الإسلامية وفيها إلى اليوم آثار كثيرة تدل على عظمتها وكانت دار العلم وإليها الهجرة لأخذ العلم وسماع الحديث وممن هاجر إليها لطلب العلم الخطيب التبريزي شارح الحماسة ونسب إليها جماعة من العلماء والشعراء والمحدثين وذكرها ابن جبير في رحلته ووصف عمرانها وذكرها ناصر خسرو في رحلته أيضا وكثير من الرحالين ثم تضاءل أمرها وخربت ثم عمّرها الأمير عباس من آل علي الصغير وبنى جامعها وبنى فيها حماما وسكنها واتخذها دار إمارته وهي اليوم أشبه بقرية منها بمدينة.

والمترجم ذكر له الأمير حيدر الشهابي في تاريخه قصيدة يرد بها على قصيدة للشيخ عبد الغني النابلسي ويظهر انه كان معاصرا للشيخ عبد الغني ولكن كلامه ليس صريحا في ذلك فيحتمل انه رد عليه بعد مدة طويلة فان الأمير حيدر بعد أن أورد قصيدة الشيخ عبد الغني النابلسي الذي قال عنه انه كان في الشام سنة 1136 قال: فرد عليه الشيخ إبراهيم الحر الشيعي من مدينة صور بقوله إلخ ونحن نورد القصيدتين كما أوردهما :

 أما قصيدة الشيخ عبد الغني التي هي في التصوف وشطحات الصوفية ووحدة الوجود فهي هذه:

وجودي جل عن جسمي             وعن روحي وعن عقلي‏

وعن شرعي وتكليفـــي             وعن حكمي وعن نقلــي‏

وأمري مطلق حتــــــى             عن الإطلاق يستعلـــــي‏

وعن ذات وعن وصف             وعن بعض وعن كـــــل‏

وعلمي ليس يدركــــــه             سوى من لم يزل مثلـــي‏

ولو زال الغطا عن علم             أهل العقــــــد والحــــــل‏

لأضحى علمهم في بحر             علـــــمي قطرة الطـــــل‏

وعلم الجفر من علمـــي             وموسى رشحة البـــــــل‏

وإني هدهد الأخبـــــــار             للقـــــوم الأولى قبلـــــي‏

وعن قولي أنا أعنـــــي             وإنـــــي فوق ما أملــــي‏

علــــــي الله قيـــــــــوم             بلا شبــــــه ولا مثــــــل‏

وإنــــــي ذلك القيـــــوم             لمّــــــــا قمت عن حملي‏

وقد جرِّدت عن ملكـــي             وعن علمي وعن جهلـي‏

ووجهي قد غسلت الكو              ن عنه أيما غســـــــــــل‏

وإنـــــــي لست مخلوقا             ولا شربي ولا أكلــــــــي‏

ولا أني أنا الخــــــلاّق             ذو صنـــــــــــع وذو فعل‏

ولا من أنبيــــــــاء الله             إني أو من الرســـــــــــل‏

وإني ما أنا عيســــــى             ولا المهدي إلى السبــــــل‏

أنا بي حارت الأفهـــام             ما يدرون َمن أصلـــــــي‏

أنا الشامي أنا الهنــدي             أنا الرومي أنا الصقلـــــي‏

أنا الأكوان بي قامــت             أنا الأفلاك من اجلــــــــي‏

أنا الأملاك بـي تدري             ومني ترتجي وصلــــــــي‏

أنا المعروف في الدنيا             وفي الأخرى بذي الفضل‏

واني لست إنسانـــــــا             ولا من ذلك النســـــــــــل‏

ولا قوم يرى قومــــي             ولا أهل ترى أهلـــــــــي‏

ولا أني جنيــــــــن أو             بمولود ولا طفــــــــــــــل‏

وإني مطلق والكــــــل             في قيد وفي غــــــــــــــل‏

وما في عالمي غيري             فخفِّض عنك يا خلــــــــي‏

وما عبد الغني اسمي             وهذا مقتضى شكلــــــــــي‏

ولكن عالم الأوهــــام             يمشي بي على مهـــــــــل‏

فيا من رام في الدنيـا             يراني طالبا وصلــــــــــي‏

تجرَّد وانتزح واخرج            عن الأكوان بالعقـــــــــــل‏

وكن خمرا بلا كـاس             وكن شمسا بلا ظـــــــــــل‏

وحقِّق واقطع الأحبال            وأمسك دونها حبلــــــــــي‏

وصابر واصطبر واعلم          فليس المسك كالرمــــــــل‏

ولا حق اليقين الصرف          في الأقساط كالعـــــــــــدل‏

كعيـــــــــــن أو كعلــم             لليقين الصائب النبــــــل‏

وسد الباب عن غيري             وعالج وافتتح قفلـــــــــي‏

صلاة الله من قبلـــــي             على قلبي بلا فصــــــــل‏

كذلك أنبيـــــــــاء الله             نور الفضل والنقــــــــــل‏

مدى الأيام ما سحَّـــت             سحاب الجود بالهطـــــل

 

قال : فردَّ عليه الشيخ إبراهيم الحر الصوري الشيعي بقوله :

 

رويدا يا أخا الفضــل             مزجت الشهد بالخـل‏

أذعت السر يا هــــذا             شريت الجور بالعدل‏

فتحت القفل يا شامي             فقدت العلم بالجهــــل‏

تعالى الله ذو الفضـل             عن الأشباه والمثــــل‏

وعن كيف وعن أين             وعن إدراك ذي عقـل‏

وعن قبل وعن بعــد             وعن بعض وعن كـل‏

وعن كم وعن لــــــم             وعن جنس وعن فصل‏

وعن تمثيل ذي وصف          وعن تشبيه ذي بطــل‏

وهذا الخطب قد أعيا             جنود العقل والجهـــل‏

فنوح لا يدانيـــــــــه             وموسى خالع النعــــل‏

وإبراهيم مع لـــــوط            وعيسى صاحب الفضل‏

وإسماعيل مع يحيـى             ولا كل من الرســـــل‏

أيا عبد الغني مهـــلا             فليس القول كالفعـــــل‏

لقد أكثرت من هــذر             يضاهي صبوة الطفـل‏

دعاوٍ لا يدانيهــــــــا             سوى عار من العقـــل‏

فما هذا الذي تهـــذي             رويدا يا أبا الجهــــــل‏

حلول واتحاد ثــــــم             تشبيه مع البطــــــــــل‏

وقد أردفت يــــا هذا             مجاز القول بالفعــــــل‏

فليس الدر كالحصبا             وليس المسك كالزبــــل‏

فيا عبد الغني الشامي             تفطًّن واستمع نقلــــي‏

فما المشكاة يا رومي             وما المصباح يا صقلي‏

وما الزيتون يا هندي             فقل يا فاتح القفـــــــل‏

وما ذا الكوكب الدري            وما النور الذي يجلـي‏

وما علم اليقين الصرفْ          فأخبر يا أخا النبـــــل‏

ألا يا هدهد الأخبـــــار           خِّبر بالورى واجــــلِ‏

فكم من هدهد أضحى             كفرخ البوم يا خلــــي‏ 

و كم من طالب نــوراً            هوى في غيهب الجهل‏

و كم من ضل في هذا            الطريق المهلك المبلي‏

أيا عبد الغني أكثـرت             من هذر ومن هــــزل‏

لقد أبرزت مخزونـــاً             عن الأوهام يستعلـــي‏

تسامى قدر باري الكل            مبدي الفرع والأصـل‏

عن الأضداد والأنداد             والأولاد والمثـــــــــل‏

وعن إدراك ذي علـم             وعن تحقيق ذي فضل‏

وعن إنكار مغـــرور            عمى عن واضح السبل‏

لقد حازت به ألبــاب             أهل العلم والعقــــــــل‏

وأصحاب النهى طراً             مع الأملاك والرســـل




السيد محسن الأمين . أعيان الشيعة . 2/123 .




  • المصدر : http://www.alameleya.org/subject.php?id=112
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2009 / 02 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20