مركز الفقيه العاملي لإحياء التراث / مجلس عزاء من التراث العاملي

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه قطعة من مجلس عزاء عاشورائي وبعض ما جرى على السبايا في اليوم العاشر من المحرم

كتبت هذه المخطوطة في جبل عامل قبل أكثر من 300 عام

نص المخطوطة :

وحكي عن فاطمة الصغيرة قالت : كنت واقفة بباب الخيمة وأنا أنظر إلى أصحابه مجردين مجرّحين

والخيول على أجسادهم تجول وأنا أفكر ما يصير علينا بعد أبي من بني أمية, يقتلونا أو يأسرونا ؟

وإذا برجل على ظهر جواده يسوق الناس بكعب رمحه وهنّ يلذن بعضهن في بعض, وقد أخذ ما

عليهن من أخمرة وأسورة, وهنّ يصحن وا جدّاه وا أبتاه وا علياه, وا قلة ناصراه, وا حسيناه, أما

من مجير يجيرنا, أما من ذابّ يذب عنّا؟

قالت فطار فؤادي وارتعدت فرئصي, وجعلت أجيل طرفي يميناً وشمالاً على عمتي أم كلثوم خشية

من أن يأتيني, فبينما أنا على هذه الحالة, وإذا به قد قصدني فذهلت خشية منه, وإذا بكعب الرمح بين

كتفيّ فسقطت على وجهي فخرم أذني وأخذ قرطي وأخذ مقنعتي من رأسي وترك الدّم يسيل على

خدي وراسي تصهره [تشهده] أو [تشهره] الشمس وولى راجعاً إلى الخيمة وأنا مغشي عليّ, وإذا بعمتي

عندي تبكي وهي تقول : قومي نمضي ما نعلم على البنيّات وأخوكي العليل, فقمت وقلت يا عمّتاه هل

خرقة أستر بها رأسي عن أعين الناظرين, فقالت يا ابنتاه وعمتكي مثلكي, وإذا برأسها مكشوف وقد شدّ

عليها بالضرب, فما رجعنا إلى الخيمة إلا وقد نهبت وما فيها, وأخي علي بن الحسين مكبوب على وجهه

ولا يطيق الجلوس من كثرة الجوع والعطش والسقام فجعلنا نبكي عليه ويبكي علينا .