وتزوج بعض الإخوان فأرسل له أديب أفندي التقي البغدادي من السلط هذه الأبيات على سبيل المطايبة :
إهنأ أبـــا توفيق بالــــــعرسِ فلقد ظفرت بمنية النّفس
أيـــــــّامها غـــــرٌّ محجلــــة وسُعودها مأمونة النّحس
ولــّت ليالي الإنفراد فمــــــا أحلى اجتماع الجنس بالجنس
قــــد كنت قبل اليوم مبتئسـاً واليوم ليس عليك من بأس
إن الليالي المقبلات غـــــــداً تنيبك ما قد كان بالأمس
قاسيت في حبس العزوبة ما قاساه يوسف قبل بالحبس
لو أن أعزب مفلساً يشــري ما بيع عند الغيد بالفلس
سبحان من أعطاك ما ترجو بعد القنوط المر واليأس
جاء الشتاء وأنت مستـــوفٍ لجميع كافات الشتا الخمس
نم فيه ممتلئ الجفون فمــــا من وحشة تخشى ولا قرس
أثرى الفراش وكان مفتقــراً بدَمالجٍ وأساور خرس
عهــــد العزوبة لا سقاه حياً كم فيه قد لاقيت من بؤس
وتروح تشتاق الحسان وفي جنبيك خوف الله والرجس
حال الصبابة غير منكتــــم والنبض يعرف حالة الحبس
في الغوطتين مدافع قصفت هل كان ذاك لحرمة العرس
وأرى جماهيراً محشّــــــدةً بالسيف تلعب ثَمّ والترس
صُفّت كراسي العرس وانتظمت يا ليتني أدنو إلى كرسي
وموائد الأفراح قد نصبت وعلا صرير الناب والضرس
وغدت بها الأصوات خاشعة لا تسمعنّ لها سوى اللحس
وأنا البعيد فليس لـــــي حظٌّ أبداً بطمس كان أو غمس
حلواك صــــــدر كنافة وأنا حلواي بعض خبيصة الدبس
وإذا طربت إلى غنا وتـــــرٍ فغناي صوت الكلب والبسِّ
في الكوز أحسو الرنق عن ظمأٍ وتبيتَ تحسو الصفو في الكأس
إستبقِ إبراهيم لي قسطــــي واحفظه حفظ البيض في الكلسِ
إن تأتِ خيراً تُجزَ أحسنـــه أو لا فإن العكس بالعكس
المغطس الحامي وقعت بـه وأراك لا تنفكّ في غطس
فاهنأ على طول الزمان بما تلقاه من فرح ومن أنس