بين ابن خاتون وابن الشهيد الثّاني
قال الشيخ أحمد بن محمد بن احمد بن خاتون العاملي العيناثي في كتابه المخطوط السّوانح المرضية والنوافح العطرية :
قيل أن المرحوم والدي جار الله العلاّمة الشيخ محمد بن احمد الشّهير بابن خاتون راح إلى قرية من قرى الجبل تسمّى المعشوقة فكتب بعض أبيات على جدار مسجدها , وكتب اسمه تحتها , وبعد مدّة دخل الشّيخ المرحوم الشّيخ حسن روّض الله مرقده إلى جامع القرية المذكورة فلمّا رأى أبيات المرحوم المذكور سابقاً كتب تحتها :
قل لمن خطّ الكتابات على جدر المسجد قول المنصف
أتضيعون البياض عبثـــــاً إنما ذلك فعـــال المســرف
وكتب تحتها اسمه .
وبعد مدّة دخل المرحوم والدي إلى الجامع المذكور , فرأى تحت أبياته أبيات الشيخ المزبور . فطلب دواة وقلماً وأراد أن يكتب تحتها , فالتمس منه بعض تلاميذه وهو الشيخ مفلح بن سنقر أن يأذن له بالكتابة تحتها , فأذن له فكتب :
قل لمن قد خطّ هذا إنمــــا قد قلت قولاً ضعفه غير خفي
ركبت ما نهيت عنه معلناً وزدت تسويداً سواد الصّحف
وكتب تحتها اسمه .
وبعد مدّة دخل المرحوم الشّيخ حسن إلى الجامع المذكور فرأى الأبيات فقال له بعض أصحابه : ينبغي أن نكتب تحتها , فقال : أولى من هذا أن نمحي الجميع , ثمّ محى الجميع رحم الله الجميع ونفعنا ببركتهم .
إيضاح : المقصود من الشيخ حسن هو : ابن الشهيد الثاني المعروف بصاحب المعالم
|